صدور مجموعة جديدة


صدرت للكاتب العراقي ميثم سلمان مجموعة قصصية بعنوان "دراهم الخلافة" عن دار أزمنة للنشر والتوزيع. زين غلافها أحدى لوحات الفنان ستار كاووش بواقع خمس وتسعين صفحة من القطع المتوسط.
وتضم المجموعة ثلاث عشر قصة على التسلسل التالي: (صداع مزمن، ذراع الذاكرة, ملحمة الفيسبوك، مجرد لعبة، جينات النحس، تمرين في العمى, القراصنة مازالوا هناك، منظار، ميت بجثتين، الجبن الرومي، دراهم الخلافة، بستان السيد الحزبي، مدينة الصفيح).
تظهر على الغلاف الأخير كلمة تعريفية للكاتب محسن الرملي، جاء فيها: (أضمن لقارئ هذه القصص المُتعة التي هي واحدة من أهم أهداف أي عمل فني جيد. إنها لا تقتصر على لذة الحكي ووجع الحكاية فحسب، بل تُبدع في خلق مناخاتها المتنوعة فتصعَد بالواقعي حد الغرائبية للأشارة إلى غرائبية الواقع ذاته، كما تُنوع في تقنياتها المتحررة الخاصة. تتداخل فيها الأزمنة ويتداخل فيها الكاتب مع شخصياته متصرفاً بشؤونها بشكل يوحي بعكس ذلك تماماً وبأنه غير قادر على فعل شيء حيالها ولا حيال نفسه، وذلك عبر سرد سريع الإيقاع عرفنا به ميثم سلمان في روايته "قشور بحجم الوطن"، وهي سرعة لا تعني التسرع بقدر ما تشي به من فداحة اكتظاظ كاتبها بالقول والذاكرة والرؤى التي تتدافع توقاً للبوح فتوقد فيه رغبة الصراخ المُعدية لقارئه. أسلوبه سلس واضح لا يخلو من سخرية مُرّة أحياناً ورمزية قابلة للتأويلات، هذا إضافة إلى توظيف الوصف المشهدي والحوار بحيث يُشعرنا وكأننا أمام عمل مسرحي، مما يعين المتلقي على استيعاب مواضيعها الإنسانية النفسية وهمومها العراقية الكبيرة، والتي من بينها حالات الإحباط والانشطار والاغتراب الذي يدفع إلى الغربة والغربة التي تقود إلى الاغتراب).
580-darahنقرأ في قصة "ميت بجثتين": (كل ما يلزم الدفن جاهز، عدا الجثة. الناس ترحموا على الميت غيابياً ثم رحلوا إلى مآتم أخرى. الجدث مفتوح، ينتظر القادم الجديد ولا يسعه الانتظار أطول. أهل الفقيد جفت دموعهم. ماذا عساهم فعله في زمن يباع فيه كل شيء حتى الجثث؟! زمن لا يكون فيه إهراق الدم هو نهاية المطاف، حيث القسوة والانتقام لا يرتويا من الدماء فقط. فالأرض تشهد على ذلك: أجساد خَطَّت على الطرقات تاريخ الانتقام بفرشاة حمراء؛ أجساد مزقت لحم الأرض بمعاول عظمية؛ أجساد كالجمر ألهبت الأديم؛ أجساد مثل عجينة دهن خالطت التراب...) ص66.
وهذا الإصدار هو الثاني للكاتب بعد روايته "قشور بحجم الوطن" الصادرة عن دار فضاءات عام 2010. وله كتابان جاهزان للطبع: مجموعة قصصية "جدار رملي"، و مجموعة نصوص "قنينة صور".
ويذكر أن الكاتب المولود عام 1970 يقيم في كندا منذ عام 1998. وهو عضو في رابطة القلم العالمية/فرع كندا، وعضو منظمة كتاب ماوراء الحدود. وقد نشر الكثير من المقالات والقصص في الصحف والمواقع العراقية والعربية
http://almothaqaf.com/index.php/books/64048.html