رأي الأستاذة عشتار سومر في رواية "قشور بحجم الوطن"

 



شلّك عليّ يازمن وشرايد

انطيتك اللي تريده وزايد

 

كانت اول كلمات قد رنّت بعقلي بعد كلمة " انتهت" لرواية ميثم سلمان( قشور بحجم الوطن ).

ثم عدتُ وصححتُ ترنيمة الاغنية التسعينية :

شلّك علينا يا ميثم وشرايد

أَنطينا اللي نريده وزايد ...


 

وانا ادندن، تخيّلتُني مواطن من فلسطين، او من سوريا ، ثم تراجعتُ وعدتُ لعراقيّتي، فالعراقي يملك خبرة فوق الكافية في معنى التهجير والحرب والاغتراب، وربما استحق الجائزة الاولى في ارتداء وسام المعاناة. ولذا، ومن جديد، يبرع كتّاب المهجر في تدوين روايات الحزن الاصيل والخوف العتيق..

بداية الرواية كانت على نحوٍ ما تنبئ عن حيرة وتقلّب وتساؤلات غير مفهومة ما بين محمد وحسين . فيما بعد تبيّن انهما ذات الانسان العراقي الموجوع و المغترب في كندا، و الذي لبس القناع القشري كي يتحوّل الى احدهما ساعة التذكر ..

الانسحاق الدائم بسبب غربة الذات والتغرّب عن الوطن وصعوبة تحقيق الاحلام جعلتني اعيش في غربات مبطّنة ..شعرتُ بها على مدار جريان الكلمات تحت ظلال أهدابي المبتلّة... الحَيرة ظلت ترافقني، والتغرّب عن ما يمكن ان يشعر به الانسان لو جَرُأ على الحلم ..

الخيال هو ذاك المنقِذ الذي يستعين به اي فرد واعي، سيغرّبه عن واقعه، وسينهش صدره بأرجلٍ تشبه أرجل الجرادة ..مسننّة، حادة، لعينة ولا تموت، بل تتكاثر لتشكل موسم هجرة كامل يأكل ما تحت وجه اي انسان ..

من انا بعد قشور الوطن؟ من هو محمد ومن هو ميثم ومن هو حسين؟! ...

لا ندري.. فكلنا غرباء نودّ الانتحار بعد ان تطول الحياة على نحو لا نريده ....

احسنت ميثم سلمان ..لكم اعجبني الحزن الشفيف الذي حملته الرواية مع واقعيتها ..

شكرا لك لأني لم اعرف سوى ان اغني اغنية الحيرة تلك، فاعرف سعادة ما انا فيه حقا وقد كنت لا ارضاه ..اذ إني صعبة الارضاء، مليئة بالتذمر كأغلب ابناء هذا الوطن ..

" قشور بحجم الوطن" ست وثمانون صفحة تحكي عن ست وثمانون قشرة غطّت جسد ابناء الوطن و أنستهم محاكمة التاريخ من ان يوصمهم بما ليس فيهم ..

# اغتراب

# عشتار_سومر






الرأي منشور على صفحتها الشخصية في (فيسبوك)عشتار سومر